وباستعراض سريع لمعركة أحد تتجلي لنا مواقف مختلفة: منها المشرف. ومنها المخزي. ومن المواقف المشرفة مايلي:
موقف ابي طلحة الانصاري. اذ وقف موقفا لايزال يذكر له مابقي الاسلام والمسلمون قال انس رضي الله عنه: لما كان يوم احد. انهزم الناس عن النبي صلي الله عليه وسلم وابوطلحه بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم مجوب عليه بجحفة له. وكان ابوطلحة راميا. كسر يوم احد قوسين او ثلاثة. فإذا مر الرجل بجعبة من النبل يقول له: انثرها لابي طلحة. ويشرف النبي صلي الله عليه وسلم علي القوم. فيقول له ابوطلحة: بأبي أنت وأمي لاتشرف. يصيبك سهم من سهام القوم. نحري دون نحرك. فرضي الله عن ابي طلحة وارضاه وجعل الجنة مأواه اللهم بحبنا فيك لهم فاجمعنا بهم.
موقف عائشة بنت ابي بكر وأم سليم الانصارية. قال انس: لقد رأيت عائشة بنت ابي بكر وام سليم وانهما لمشمرتان عن خدم سوقهما تنقزان بالقرب تفرغانها في افواه القوم مرات عديدة. فما اشرف هذا الموقف وما اشرف صاحبتيه رضي الله عنهما وارضاهما.
* موقف طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم في الشعب ومعه نفر من اصحابه اذ علت عالية من قريش الجبل ونهض رسول الله صلي الله عليه وسلم الي الصخرة من الجبل ليعلوها. وكان قد بدن وظاهر بين درعين. فلما ذهب لينهض لم يستطع. فجلس تحته طلحة فنهض به حتي استوي عليها. فقال صلي الله عليه وسلم: "اوجب طلحة حين صنع برسول الله ما صنع"!
* موقف الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم ومواقفه كلها مشرفة لما اسند صلي الله عليه وسلم في الشعب ادركه ابي بن خلف علي جواد له يزعم انه يقتل عليه محمدا. تقدم نحو رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يقول: لانجوت ان نجا. فلما اقترب منه تناول رسول الله صلي الله عليه وسلم الحربة من يد الحارث بن الصمة. فلما أخذه انتفض بها انتفاضة تطايروا عنه تطاير الشعر عن ظهر البعير. ثم استقبله فطعنه بها طعنة اصابت نحره فوقع عن فرسه فحمل الي قريش وهو يخور كالثور ويقول: قتلني والله محمد فمات في الطريق عند سرف.
* موقف انس بن النضر الانصاري انه لما صاح ازب العقبة الشيطان قائلا: ان محمداً قد مات. وانجفل الابطال ووقفوا عن القتال حياري مشدوهين ومدهوشين. صاح فيهم انس قائلا: مايحبسكم عن القتال؟ قالوا: قد قتل النبي صلي الله عليه وسلم فقال لهم: ما تصنعون بالحياة بعده؟ موتوا علي مامات عليه ياقوم ان كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل. فقاتلوا علي ماقتل عليه محمد. اللهم اني اعتذر اليك مما يقول هؤلاء وأبرأ اليك مما جاء به هؤلاء.
موقف الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم وحياته كلها مواقف شرف وكمال ولكن نذكر ما نذكر للمناسبة ولاثارة كوامن الحب في النفس بالذكر انه صلي الله عليه وسلم بعد تلك الجراحات المؤلمة. اخذ صلي الله عليه وسلم شيئا فجعل ينشف الدم عنه ويقول: "كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم "بالدم" وهو يدعوهم الي ربهم" فأوحي اليه: "ليس لك من الامر شئ او يتوب عليهم او يعذبهم فإنهم ظالمون" ال عمران 128 فقال : "اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون".
موقف فاطمة بنت محمد صلي الله عليه وسلم انه لما جرح والدها صلي الله عليه وسلم اخذ علي يأتي بالماء وفاطمة تغسل جراحات الحبيب والدها محمد صلي الله عليه وسلم ولما رأت الدم لم يرقأ بالغسل جاءت بحصير فأحرقته وضمدت بالرماد الحار جراحات ابيها صلي الله عليه وسلم فرقأ الدم ولم يسل ان هذا الموقف للزهراء بنت الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم يسمو كل موقف.
موقف عبدالله بن عمرو بن حرام: انه لما انهزل انخذل ابن ابي بثلث الجيش. وانصرف عائدا هو ومن معه الي المدينة: استقبلهم عبدالله وقال: تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا قالوا: لو نعلم قتالا لاتبعناكم. فأنزل الله تعالي فيه قرآنا يقرأ الي يوم الدين
موضوع: مواقف من أحدديوان التاريخ والسيرة النبوية 
الأحد 15 فبراير 2009, 15:23
