وهــاما
لم تسألِ العُملاءَ مَرحمةً ومنذ متى الفوارسُ تطلب استرحاما
ووقفتَ ســيفا شـامخا فكأنما تصطادُ من كـفِّ الإله وســاما
وزأرت: (تُفٍّ) مِن زمانٍ عائبٍ
فيه الأراذلُ أصبحوا حُكّامـــا
كنتَ المسيحَ على الصليبِ مُعلقا كنتَ الكبيرَ عن الصِغار تساما
وبلحظةٍ ودّعتَنا ومضيتَ فــي اثــر الحجـيج لتبدأ الإحرامــا
خَرِست عصافيرُ العراق حزينة وحـمامُ مــــكةَ للفجيعةِ هامــا
ومضى الزمانُ بأُسدِه ورجالِه والـيومَ صـرنا نعـبدُ الأقــزاما
فَلَرُبَّ مَيْتٍ في المماتِ حـياتُه
ولرُبَّ حـيٍّ في اللحودِ أقامـــا
سنُعلِّم الأحـــفاد أنك فـــارسٌ
لــم يحنِ رأســـاً للطغاةِ وهاما
***
لا اعينُ الجبناء نامت سيدي كلا ولا سيفُ العـدالة نامـــــا
عاد الرجالُ إلى الرجولةِ إِذ رأوا منك المواقفَ تصنعُ الأحلامــا
بغدادُ قد جاءتْكَ بالبُشْرى فقد أضحى التتارُ بسَـوحِها أرقاما
صرعى على أسوارها سقطوا وجنْدُك حولَهم قد أطبقوا الإحكاما
هي ســاعةٌ للنصر ثم نحيلُهم
جِيَفَا لــــــدودِ الرافدين طعاما
هي ساعةٌ كي نكْنِس العملاء
عن أسوارنا ونُزخْرِف الأعلاما
وسَنطرد الجرذان شرقا عن
مدائننا ويبزغ فجرُنا بســــاما
***
يا أروع الشهداء إنك خالـــدٌ فلــقد غدوتَ لأمــة إلهامـــا
طَلَع الصباحُ فليس تُهزَمُ أمّة في ذاتِ يومٍ أنْجبتْ صــــداما