كان الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وسلم) المثل الأعلى في حُسن الخلق الذي استطاع من خلاله أن يملك العقول والقلوب، واستحقّ بذلك ثناء الله تعالى عليه بقوله عزَّ من قائل: *وإنَّك لعلى خُلقٍ عظيم* وكان منطقه تعبيراً واضحاً عن عظمة رسالته حيث يوصي أصحابه فيقول لهم: *إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم*.
يقول أمير المؤمنين الامام علي (رضى الله عنه) وهو يصوّر أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
*كان أجود الناس كفَّاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمَّة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من راه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبَّه، لم أرَ مثله قبله ولا بعده* سفينة البحار (مادة خلق).
وروي أن يهودياً من فصحاء اليهود جاء إلى عمر في أيام خلافته
فقال: أخبرني عن أخلاق رسولكم.
فقال عمر: أطلبه من بلال فهو أعلم به مني ثم إن بلالاً دلَّه على فاطمة (رضى الله عنها) ثم فاطمة دلَّته على علي (رضى الله عنه) فلما سأل علياً عنه قال (رضى الله عنه):
صف لي متاع الدنيا حتى أصف لك أخلاقه؟
فقال الرجل: هذا لا يتيسَّر لي،
فقال علي (رضى الله عنه):
*عجزت عن وصف متاع الدنيا وقد شهد الله على قلَّته حيث قال: *قل متاع الدنيا قليل* فكيف أصف لك أخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد شهد الله تعالى بأنه عظيم حيث قال: *وإنَّك لعلى خُلقٍ عظيم*.